جميلة هي الحياة حين تكون في كنف من تحب
وبين من تعودت عليهم وألفتهم ووجدت راحتك معهم
بل أن بعضهم لوسكن القصور وعاش حياة المترفين
فلن يجد لحياته طعماطالماهويكتوي بنار البعد فكلما
عصفت به ذكرى الأحبة وهبت به رياحهم عادشريط
ذكرياته وتجددت آلامه ممايجعله لايجدطعماللحياة
حتى أنه قديجدالراحة في حياة بسيطة وكسرة
خبزيابسة وذلك بين أحبته ومن ألفهم
ميسون التي تزوجها معاوية خير من يجسد لنا
ذلك الواقع حيث تزوجها وأسكنها القصر ونعمت
بكل الذي تنعم به زوجات الملوك وكانت قبل
معاوية قد تزوجت من ابن عمهاالفقير وذات يوم
تذكرت أهلها والعيش بقربهم في البادية فأنشدت
أبياتها الشهيرة والتي جعلت معاوية يطلقها ويطلقها
إلى حيث تشاء
فأنشدت تقول:
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قــصــرمنيف
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
وأكل كسيرة من كسر بيتي أحب إلي من أكل الرغــيف
وأصوات الرياح بكل فج أحب إلي من نقر الدفـــوف
وكلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط ألــيـــف
وخرق من بني عمي نحيف أحب إلي من علج عـنـوف
خشونة عيشي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الظريف
فما أبغي سوى وطني بديلاً فحسبي ذاك من وطن شريف
ويقال أنه قد سمعها الخليفة وهي تنشد فطلقها ثلاثاً
أرجو أن تحوز على إعجابكم
تقبلوا خالص تحياتي