جنتك لا زالت تشتهى منظر ريف
آختصرتُ كلّ آلمَسآفآت بَ بوحٍ قلبيّ
وَ أتيتُ من كلّ منآفيَ آلحُزن لَ أرسمك
إبتسآمةً تظلّ عآلقة عَ مُحيّآكِك ،
وَ تغْدُو أنوآراً وَ آلسّنآ ، إذآ أفلتَ شمسُ آلهَنَآ
ليسَ مُريحاً أنَ نَجْلِس عَ عُشبِ " آلحُزنِ" آلأجْعَد
أوّ نَرتديهِ مِعطفاً فيَ أيّآم آلبُؤسِ آلحَارِقَة !
أوّ حَتى نُصيّره مَآءءً نسقيَ بهِ عَطَش آلأمَلِ آلجَآف
مُذ ألتقيّت ألوَآن آلكَون آلسّبعَة :
" آلحُزن" ، " آلفَرح " ، " آلبُؤْس " ، " آلأمل
" آلطّمُوح " ، " آليَأْس" ، " آلصّمُود "
وَ أنَا أرىَ جنّةً غَيْر عَآديّة هِي آلتيَ نَصنعهَآ فيَ قُلوبنآ
فَ ليسَ مُهماً أينَ تَعْتَلِيَ قدمآيَ فيَ هَذآ آلععَآلم
مَآدمتُ أحملُ بينَ أضْلُعِيَ قلباً يهوىَ آلصّعُود ،
يَعْشَقُ أسَسم آلجنّة , وَ يأبىَ آلإسْتِسلآم
كَآن كآفياً أنْ ألْتَقِط آلإيجَآبيّة وَ أنْفُث آلسّلبية يسآراً
ثمّة فيَ قَسَمآتِ آلصّصبْحِ ملآمحٌ فتيّة
تُخْبِرُنآ أنّ آلأمَل كَ هَذآ آلنّسِيم ، حِينَ يُدآعِب خُصلآتِ يَومِنآ
وَ يلعبُ كَ فتآةٍ ريفيّة جَميلة فيَ بسَآتِين آلحُقُول
لكنّه سَ يَأتينآ بَعْد ليلٍ مُوجِع لَ يَكُون طَعْمُه أشْهَى
آلكَونُ أمْكَننآ أنّ نرآهُ بَ عيونِ آلأطْفَال
{ .. وَآسِعٌ ، أبيَض ، تُزيّنهُ شَرآئِطُ ورديّة
مَلِيئٌ بَ آلأشيَآءء آلمُبْهِجَة
وَ فيَ أجيآبهِ كَثيرُ مُفآجَآت حَتىَ لوّ كَآن أحدُهَا لَآ يَسُرّ
مشروبُ طآقةٍ مِن آلصّبْرِ وَعينٌ ترىَ حَيآةً لَآ تَذْبُل
كَآفٍ لَ أربّت بهِ عَ أكْتَآفِ آلأمنيآتِ آليَتِيمة
وَ أُضمّد بَ بعضهآ أجزَآءء آلرّوح آلمُمزّقَة
علّ أعْمِدَة آلإنَآرَة عَ طُولِ أوْرِدَتنَآ يَعُود لهَآ آلضّوْء
مُجدّداً , وَ تُشْرِق بَ شكلٍ أبْهَى ..
فَ هَآ هِيَ آلأيّآمُ تَمْضِيَ
وَ معَآطِف " آليَأسِ " لَآ نجرؤُ خَلْعَهَآ ..!
وَ ذآكك آلذيَ يُسمّى بَ " آلفَرَح " نرآهُ كَ رِيشَةٍ سَكَنت
ثمّ مَع هُبوبِ أوّل ريحٍ تُحلّق عآلياً وَ لَآ تَرْجِع ..!
أوّ أورآق خريفٍ لعبّ آلهَوَاءُء بهَآ ، وَ تَبَعْثَرت
وَ ربّمَآ بطآقة مُدّة صَلآحيّتهآ آنْتَهت ، نُمزِّقُهآ بِلآ إكْتِرَآث
عُود سقطَ فيَ كَأْسِ آلحيَآة فَ ألتقطنآهُ وَ رمينآهُ بعيداً ..!
طفلةٍ صَغِيرة لَآ تَعْرِف آلوُقوفَ بَعْد
فرآغٍ لَآ نُجِيد إسْتَخدآمه ، فَ نظلّ فِيَ زِنزآنة " آلصّمتِ" دَهراً
وَ سلآسِلُ آلحُزْنِ أتْقَنت رَسْم أثرٍ عَمِيقٍ لَآ يُمْحَى ،
لَ نُدمِنهآ قهوةٍ صبآحيّة عَ شُرفآت آلدّنيَآ
فَ تَبْدُو لنَآ : رمآديّة ، بآئِسَة ، خَآلية مِن شَيْء
مَآ يسرقُ منّآ بعضَ آلدّهْشَة
مهلاً ..
وَ أكْوَآخ قُلوبنَآ ..!
ألَآ تستَحِقّ سجَآدة سَحَحر ، زهرَة " أمَل " ، بلّورة ذِكْر
مَدخَل دُعَآءء ، سقفُ سَمَآءء ، أنوارُ " مُنَى "
وَ غرفٌ لَآ تعرفُ آلصّدأ
وَ سريرٌ بَ لونِ آلفَجْر لَ ترتَآح عليهِ عزيمة لَآ تَنْهَآر ،
وَ وسَآئِدٌ نُسِجَت مِن إبْرَةِ " صُمود "
وَ خَيْطِ " شُمُوخ " نَتّكئُ عليهَآ مَدىَ آلنّهآر
ثمّ " بَ حَمَاسٍ " نتسوّقُ لَ أروآحِنآ وَ نبحثُ عَن :
عِطرِ " رجَآءء " ، قُبْعةُ " حُسْنِ آلظّن " آلنّآعِمة
وَ نستَظِلّ بَ فَيْءِ آلإيمَآن
وَ أيدينَآ تَحْمِل هدآيآ " فرحٍ " نَتركهَآ فيَ
زوَآيَآ آلطّرقَآتِ وَ قُلوب آلعَآبِرين
أولئِكك فقطّ مَن يَرونَ آلكَون بَ عُيون آلأطْفَآل
وَ يحمِلون سلّةة وردٍ يضعُونهآ خِلْسَة فيَ أيديَّ آلمَآرّة
وَ جُيوب آلدّنيآ ، يخبّئونهَآ فيَ آلأمآكِن آلضّيقَة
وَآلمُعْتِمة ، وَ تَحت أرْصِفة آلحيَآة ،
وَ فيَ آلتّلَآلِ آلوَآسِعة ، يَنقُشون ذكرآهُم بَ أيّديهِم فيَ قُلوبِنَآ
وَ خُطآهم آلشّفآفة تُجبِركَ عَ " آلإبْتِسَآم"
هَؤلاءِء " آلرّآئِعين" أدركوُآ أنّ جنّةة فيَ قلوبِهم
لَآ زَآلَ قِوآمُهآ جَمِيلاً
لَآ يعبثُ بِهآ سِوَآهم , فَ تكآتفتّ عَزَآئِمهم
وَأيقظُوهَآ بَ مَآءءٍ مِن مُزْنِ آلعَطَآء
لَ تخضرّ عُروقهآ بَ آلحَيَآة
وَ جنّتكِك لَآ زَآلت تَشتهيَ مَنْظَر رِيف
فَ متىَ نُعِيد بنَآءء أسْوَآرِهآ مرّة أخْرَى !
وَ تَكتظّ بَ أغْصَآنِ تُوت , وَ زهرٍ رَهِيف ..!